الاثنين، 14 ديسمبر 2009

نحن فخورون بكم وبالمعارضة يا سيدي...



نحن فخورون بكم وبالمعارضة يا سيدي...
سيدي سمو الرئيس أول مرة شاهدت سموكم كان في عام 1987 عندما كان سموكم وزيرا للإعلام وكنت انا جنديا في الحرس الوطني اقوم بحراسة مبنى الوزارة وكنت كل صباح يوم انتظر قدوم معاليكم فأقف باستعداد واقوم بتأدية التحية العسكرية لم تكن الابتسامة والبشاشة تفارق محياكم وكانت الشواهد على تواضعكم الجم كثيرة.

في تلك السنة لم يكن عمري قد تجاوز الواحد والعشرين عندما جاءت احدى الفتيات للدخول الى مبنى الوزارة بعد انتهاء الدوام الرسمي ودون تصريح فقمت بمنعها حسب القانون، لكنها دخلت رغم ذلك وفي اليوم التالي تم معاقبتي بحجز لمدة ثلاثة ايام مع استلام الواجب، وقيل لي وقتها ان تلك أوامر معالي الوزير وانني اسأت معاملة تلك الفتاة لكنني اكتشفت بعد ذلك ان الوزير ليس له علاقة بما حدث لي وان وراء ذلك احد موظفي مكتب الوزير تربطه علاقة صداقة مع تلك الفتاة.

سيدي سمو الرئيس اعتقد ان ما حدث سنة 1987 يتكرر وان البطانة في ادارة مكتب الوزير ليست على ما يرام، وإلا ما تفسير الرسائل الهاتفية الذي يبعثها احدهم للسادة اعضاء مجلس الامة يأمرهم بأن يفعلوا كذا وكذا وإلا..! الأمر ا لذي ساهم في عداء النواب وان لم يقلها لكم احد فإن اطلعت على تلك الرسائل ومن احد النواب الحاليين الذي ما زال يحتفظ بتلك الرسائل.

سيدي سمو الرئيس نحن ابناء المناطق الخارجية كما صنفنا من قبل الاعلام المدعوم نحبكم ونجلكم، لكننا ايضا فخورين بأعضاء المعارضة في المجلس لانهم لسان حالنا، فنحن لدينا احساس بالظلم حيث الكثافة السكانية عالية تقابلها قلة في المرافق الصحية وبنية تحتية متهالكة ومعدل جريمة مرتفع وتعليم هابط، لذلك من المنطقي ان يصبح الجميع معارضة يا سيدي.

سيدي سمو الرئيس تتأثر السياسة بعوامل منها المعروف ومنها المجهول ومنها العقلاني ، ومنها الذي لا يمت للعقل بصلة وهو ما حدث في يوم الاستجوابات الاربعة لكن الفشل يا سيدي هو مجموعة تجارب تسبق النجاح اذا شاء الله ذلك، ونقول ايضا ان الحياة تستحق ان نحياها والفرسان الاربعة اشاهدهم يلتفتون الى الضعفاء المتخاذلين الذين خذلوهم في تلك الجلسة وفي افواههم كلمات تلك التي وصم بها هنري الرابع كريلون بعد خوضه احدى المعارك حيث قال: «اشنق نفسك يا كريلون لقد حاربنا في اركيس ولم تكن انت هناك».

ونقول لهؤلاء الضعفاء الذين لا يحسون بمعاناتنا وكيف يحسون بها وهم يبتاعون الابل والبهائم بمئات الألوف من الدنانير لهؤلاء ومن هم على شاكلتهم نقول ان جوهر الديمقراطية يتمحور حول الانسان وحريته ويميز الانسان عن الحيوان كونه وبفضل حريته قادراً على التوفيق واتخاذ قراره دون عرقلة من القوى الاخرى.

سيدي سمو الرئيس يقول الألماني راتزل : ان صفات الشعوب تساهم مساهمة فعالة في اعطاء الدولة قيمتها السياسية، لذلك فإن الكثافة السكانية في البيئات الفقيرة في مناطقنا اذا ما قورنت في المناطق الداخلية تؤدي الى مشكلات عديدة اقتصادية وسياسية واجتماعية داخل الدولة ولنا مثال في الفقر والتزاحم السكاني في جنوب ايطاليا الذي أدى الى الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وخلق نوعا من المعارضة العنيفة داخل ايطاليا ، فماذا تتوقع يا سيدي من مواطنيكم الذين قصرتم بمجلسكم الموقر بحقهم.

سيدي حفظكم الله برغم محبتنا واحترامنا وتقديرنا لسموكم لكننا سنعاود الكرة مرة اخرى ونقاوم الظلم والتجاهل والتهميش.